سياسة البحث
علاوة على الأهمية القانونية التي تحف أنشطة الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن باعتبار أنها تنفذ من خلال إطار قانوني، تستمد الهيئة أهميتها أيضا من ندرة وتنوع بيئة البحر الأحمر وخليج عدن التي تتعرض إلى مخاطر بشرية كبيرة باعتبارها طريقا رئيسيا لحركة الملاحة البحرية، وهذا فرض على الهيئة أن تسعى منذ المراحل الأولى لاعتماد أفضل المناهج العلمية في تأدية رسالتها ومهمتها.
تعتمد الهيئة عدة إجراءات وتتبع العديد من الممارسات لتعزيز الإدارة العلمية في المنطقة؛ فنحن نشارك بشكل مباشر في الدراسات البيئية للأنظمة البحرية والساحلية، كما ندعو علماء مميزين على مستوى العالم للتعاون مع علماء المنطقة وتدريبهم على كيفية تطبيق المنهج العلمي في حل المشاكل المعقدة كالاستخدام المتضارب للمصادر الساحلية، وتعزيز الاستخدام الآمن للمصادر الحية وغير الحية، وتقييم خطر أنشطة الإنسان على البيئة، وصياغة إجراءات ملائمة لمعالجة المشاكل. إلى جانب أننا نقوم بدور فاعل في الدراسات المتعلقة بعلم المياه وتحديد المسارب الآمنة لحركة السفن بغية التقليل من خطر وقوع حوادث وبالتالي تلوث البيئة البحرية، وبالرغم من أن مكاتبنا في الدول الأعضاء هي وكالات حكومية إلا أننا أبقينا على علاقات جيدة مع المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات البحث العلمي، وقد أنشأنا مؤخرا برنامج تنسيق البحث العلمي.
بات التطور سريع الوتيرة للعلوم والتكنولوجيا المستخدمة في دراسة وإدارة الأنظمة البيئية البحرية والساحلية أمرا جليا وواضحا، كما أن تكلفة إجراء أبحاث متقدمة في ارتفاع مستمر، والتحدي الأصعب الذي يواجهنا في الهيئة هو مواكبة العلوم المتطورة بمصادر مالية محدودة في المنطقة؛ ذلك أن الدراسات البيئية تتأثر بشكل كبير بالمتغيرات المكانية والزمانية، ولهذا فإن التغطية المكانية والزمانية الملائمة ضرورية جدا في فهم كيفية عمل الأنظمة البيئية وطريقة تجاوب هذه الأنظمة مع التدخل البشري، وهذه فجوة كبيرة نعتقد بوجوب معالجتها.
قد تؤدي البحار المغلقة كالبحر الأحمر مثلا دورا كنماذج للأنظمة البحرية، وبالمزيد من التعاون بين المجتمعين العلمي الدولي يمكن تحقيق التغطية الزمانية والمكانية الكافية.
يتخلل البحر الأحمر العديد من خطوط العرض، والتصور الواضح للنظام البيئي للبحر الأحمر قد يساعد في إلقاء الضوء على قضايا أخرى ملحة منها على سبيل المثال آليات احتباس ثاني أكسيد الكربون في عمق المحيطات وطرق استيعاب الملوثات العضوية في المحيطات، إلى جانب التوصل إلى حل بخصوص درجة حرارة المحيطات والتذبذب في إنتاجية المحيطات، وآثار المياه العكرة على التنوع الحيوي، والتعرف على آثار الفصائل العدوانية، وآثار الزيادة السكانية على المدن الساحلية وتزايد ضغط حركة السياحة على الأنظمة البيئية الساحلية.